Hassan Hakem by ElLabad , Gomaa & others حسن حاكم بقلم اللباد و جمعة و آخرون

















Hassan Hakem
by Gomaa Farahat
Hassan Hakem, the Egyptian-Sudanese cartoonist, passed away this week. Born in 1929 in Anshas, the crown lands where his father worked as an officer in the royal guards, he was drawn to art from an early age. He would draw with anything on anything -- on paper, on walls. Early on, his drawings of rural life displayed a precocious talent and a deep understanding of his subjects. He was encouraged by the art teacher at his local school to join the School of Fine Arts. He set his heart on this, but his father insisted he train instead as an army officer.
After his father's sudden death, he fled the rough military life and submitted his application to the School of Fine Arts. The results of his entrance examinations were so outstanding that he was accepted in spite of the fact that he was over age.
A year into his studies, Hassan began to work for the press. His cartoons were regularly featured in the magazines published by Dar Al-Hilal. He subsequently worked for Al-Misaa before moving to Kuwait.
In his art, Hassan had already found that delicate balance between simplicity and depth. He had a particular flare for detail in his depictions of crowds -- in markets, in the streets, at village feasts. The scenes are alive with people eating, children playing, merchants and customers quarreling. Hassan's early work was imbued, by virtue of his upbringing, with the life of the village. Later, he brought the same spirit to his depiction of the city. But in spite of the poverty, the crowds and the noise, his drawings did not evoke pity, but rather empathy. His characters rise above their circumstances with their powerful simplicity and their indomitable merriness, characteristics that were extensions of his own good nature and deep-seated optimism. He always kept something of the child in him. He was delighted by a kind word, he had a shy self-effacing smile, and his eyes sparkled with a devilish glimmer when he played a joke on a friend. As a person and an artist he was the epitome of spontaneity.
After 25 years in Kuwait the invasion of Iraq in 1990 brought Hassan Hakem back to Egypt. In the last eight years of his life he did nothing but draw -- day and night. When we went to visit him, he would shove a large pile of his recent work before us. We never ceased to be amazed by the deceptive ease, the sparing touch that told volumes. His weapon was the "flomaster", and if he could not find a "flomaster", it was an ordinary ball-point pen on paper. In these eight years, Hassan left a legacy of over 1000 drawings, many of which have been gathered together and appear in The Cartoons of Hakem, published by the General Book Organisation.
But Hassan Hakem was not only a pioneer cartoonist. Along with Mustafa Hussein and Abdel Halim Al-Bergini, he produced the first Arabic animated cartoon: Titi and Rashwan and he helped to bring about the publication of Karawan, the first Egyptian children's magazine.
He is survived by his wife, writer Zeinab Al-Kurdi, and two daughters, Yasmin, a graduate of the Institute of Cinema, and Rabab, a student of animated cartoons at the same institute.
Gomaa Farahat

Al-Ahram Weekly On-line 16 - 22 July 1998 Issue No.386



حسن حاكم... ذلك الفنان التشكيلي العملاق

بقلم : احمد عبد الوهاب جبارة الله: الاحداث

مر إثنا عشر عاماً علي رحيل الفنان حسن حاكم الذي كان من القامات السامقة في مجال الفن التشكيلي والرسم الكاريكاتوري على امتداد العالم العربي. وقد ذاعت شهرة هذا الفنان الفريد في مصر (التي عاش فيها أكثر من أربعين عاما) والكويت (التي عاش فيها أكثر من عشرين عاما). غير أنه لم يكن له من حظ الشهرة في وطنه الأصل السودان، فيما عدا بعض فناني وأدباء جيله، من أمثال الشعراء الأفذاذ الجيلي عبد الرحمن ومحمد الفيتوري وتاج السر الحسن وبعض الفنانين التشكيليين ومنهم إبراهيم الصلحي، وبعض أولئك الذين عاشوا في مصر أو ترددوا عليها في الأعوام الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وتفاعلوا مع نجوم أوساطها الفنية والصحافية. 
وقصدي من هذا المقال أن أحيي ذلك الفنان العظيم، الذي لا يعرف الكثيرون أنه مواطن سوداني جاء أهله من قرية «شبا» في شمال السودان، ثم ترَّبى في مصر وترعرع في ربوعها المختلفة، بين مدينة أنشاص الصغيرة ومدينة القاهرة المزدحمة الكبيرة. وكان والده الذي عمل ضمن الخاصة الملكية في «أنشاص» في سلك العسكرية المميز آنذاك، يريد له أن يكون ضابطاً وعسكرياً مثله. غير أن حسن حاكم احتكم إلى عشقه العارم للفن والرسم، ونجح في أن يتفادى الدراسة العسكرية، ويلتحق بدراسة الفن، وهكذا كان الرجل فنانا أصيلا استجاب لنداء قلبه وعقله، وأعطانا فنا وإبداعا لا يشق له غبار. 
تميز فن حسن حاكم بالتعبير المذهل عن مواقف شعبية وإنسانية. والملفت في سيرته أنه كان من أوائل الفنانين الذين طرقوا أبواب الرسوم المتحركة في مصر بفيلم «مغامرات تيتي ورشوان» بالاشتراك مع صديقيه الفنانين عبد الحليم البرجيني ومصطفى حسين. كما إنه انخرط بعد ذلك في المجموعة الفذة التي لمعت أسماؤها في نهاية الخمسينيات وطوال الستينيات من القرن الماضي في مصر، ومنهم حسن فؤاد وأحمد طوغان ومصطفى حسين وجورج البهجوري وصلاح جاهين وإيهاب شاكر وغيرهم من المبدعين. 
أجد نفسي مديناً للقراء لألقي شيئاً من الضوء على سيرة الفنان الإنسان حسن حاكم... ولعلي بذلك ألقي الضوء على تلك الشخصية الفذه التي ما زال بريقها ساطعاً ومتلألئا تنشرح له قلوب العارفين بإشراقات ذلك الراحل المقيم. كان أول عهدي بالراحل حسن حاكم في منتصف الأعوام السبعينيات من القرن الماضي، وكان هو نجما متألقا في عالم الفن ويعمل وقتها بمجلة «العربي» بالكويت. وقد ربطتني به صلة مصاهرة سمحت لي بأن أراه عن قرب في حياته اليومية وأصاحب شخصيته الفذة التي تجسدت فيها الكثير من القيم الإنسانية السامية. وقد رأيت أن حسن حاكم - رحمه الله وأحسن إليه - لم يكن فنانا يسكب أفكاره وروحه في رسوماته فقط، ولكنه كان يسكب الكثير من إنسانيته في أعماله وفي علاقاته الإنسانية. وقد كانت داره في الكويت لأكثر من عشرين عاما بمثابة منتدى يؤمه الفنانون والكتاب والأدباء وأهل الصحافة من مصر والسودان، سواء أولئك المقيمين في الكويت أو الذين يزورونها في مهمات عابرة. كذلك فإن داره في القاهرة، بعد عودته من الكويت ظلت مفتوحة للزملاء الذين عاصرهم في الصحف والمجلات المصرية المرموقة منذ منتصف الأعوام الخمسينيات. وظل يغشاها تلاميذه من الرسامين الذين كانوا يستمتعون غاية المتعه بصحبته وملاحظاته وقفشاته الذكية... وسواء في القاهرة أم في الكويت فقد استضافت دار حاكم الكثير من أعلام الفن والأدب والصحافة. وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد عمرت تلك الدار بشخصيات منها الرسام العبقري مصطفى حسين، والفنان التشكيلي البارع نصر الدين طاهر والشعراء عبد الرحمن الأبنودي ومحمد الفيتوري وجيلي عبد الرحمن... وصديقه صاحب استطلاعات «مجلة العربي» الراحل حسني زكي، والراحل الكاتب الفذ محمود السعدني وصديقه الإعلامي المتميز محمد مرعي والفنان الخالد محمد حمام وغيرهم كثير من أصدقائه الأعزاء. 
لقد كانت آخر أعمال الراحل حسن حاكم مرتبطة بمجلة «كاريكاتير» المصرية، مع رفيق دربه وصديقه الفنان الكبير مصطفى حسين، وذلك في مطلع الأعوام التسعينيات. لقد شهدته في تلك الأيام، وهو يجلس في مرسمه بمنزله في القاهرة لساعات طوال ليدفع بالكاريكاتير تلو الآخر للمجلة، ووجهه ينضح بالسعادة والانشراح. وكان يقول لي إنه وجد نافذة رحبة ليطل على عشاق فنه من خلال مجلة «كاريكاتير»... وإنه عندما يرسم كان يشحن الرسم بكل المعاني الممكنة، حتى لا يضطر أحد لكتابة تعليق على تلك الرسومات... وكنت أقول له: يا أستاذ أنت ترسم من القلب وتدخل القلوب وتجعل الناس يضحكون في زمن عز فيه الضحك وكثر فيه العابسون...!! وكان يبادلني بضحكة سريعة الإيقاع ولكنها عميقة الوقع والتأثير أفهم منها أنه يقوم برسالة تفوق الانفعالات العابره!. ومن نوادره ذات المغزى العميق أنه كان يقول: «إن رسوماتي للكاريكاتير مثل مشروب الحلو مر السوداني..». ولا يفوت القارئ أن في ذلك إشارة ذكية لعبقرية «التوليف بين الضدين» أي بين الضحك والرسالة التي لا تخلو من مرارة... أو إن شئت فقل، فكرة التوليف بين شيء من الشهد وشيء من إبر النحل! 
لقد أقيمت العديد من المعارض للفنان حسن حاكم، واحتفى به أهل الفن في مصر والكويت كثيراً بوفاء العارفين لفضله والمقدرين لفنه. وفي كثير من المواقف سمعت زملاءه وتلاميذه، بعد وفاته، يتحدثون عن فنان عظيم، اتّسم بالتواضع الجم والخلق الكريم والحياء والعفه، يقولون «إنه فنان لم يأخذ حقه».. وقد سمعت ذلك في إحدى المرات في القاهرة من الفنان التشكيلي الكبير مصطفى حسين... ويبدو لي أن معنى «الحق» هنا جاء في سياق الإشارة لإمكانيات الراحل حسن حاكم الهائلة التي لم تجد طريقها المأمول إلى الدائرة الإعلامية الواسعة. وطوال إقامته بالكويت فقد كان الفنان حسن حاكم محاطا بالتقدير من أهلها، وكنت أشعر دائما أنه كان يتوق إلى التفرغ التام للرسم والإبداع، غير أن للوظيفة أحكاما تستدعي الوفاء بها أينما حل الإنسان. 
لقد كان حسن حاكم عاشقا لليل، وكنت أراه دائما وهو يسهر إلى الساعات الأولى من الفجر وهو يرسم.. ويحتسي الشاي ويداعب من يكون بجانبه من أفراد الأسرة بكلمة هنا وطرفة هناك.. وكنت أقول له دائما «إيه الحكاية يا أستاذ؟» إنت عملت الليل معاشا ولا إيه..؟» فيقول لي مداعبا «أنا معكم بالليل وبالنهار».... وفي إحدى الليالي، وهو يداعب الورق بريشته الساحرة، طلبت منه أن يرسم بورتريه لشخصي لأحتفظ به ضمن مقتنياتي... ولكنه مارس معي تواضعه الجم وقال: ما دمت تريد بوتريه لتحتفظ به، فإني سأطلب من صديق يزورني دائما هو الفنان محمد النادي ليرسمه لك.. ثم أضاف بأن محمد النادي من أبدع راسمي البورتريه في مصر... وهكذا تكرم الأستاذ النادي في مرة لاحقه بعمل ذلك البورتريه والذي ما زلت أحتفظ به حتى اليوم. 
ملاحظة أخرى عن إنسانيات الراحل حسن حاكم، فقد كان الرجل ذا شخصية محببه عند الآخرين، وهو لم يكن ينظر إلى الناس بوظائفهم أو أعمارهم أو طبقاتهم أو أموالهم، وإنما كان يتقرب من الجميع بود فيه إخلاص وصدق كبير. وقد لاحظت أنه كان ينظر إلي الحياة بكثير من التأمل الهادئ الذي لا يخلو من الفلسفة التي تنزع إلى التصوف، وتترفع عن الماديات والاحتكاكات بين البشر. لذلك لم يترك الراحل حاكم وراءه من متاع الدنيا ما يركض الكثيرون وراءه من أشياء ومتاع زائل. وكفاه أنه عند رحيله في العام 1998م ترك وراءه زهرتين هما ابنتيه. وترك زوجته رفيقة دربه التي عاشت معه مشواره الحافل، الكاتبة زينب كردي، والتي رحلت هي أيضاً عن دنيانا في العام الماضي، فلها وله الرحمة والمغفرة. 
بحكم عملي الطويل في السلك الدبلوماسي، كنت وأسرتي نتنقل من بلد لآخر، وقد كان وجود الراحل حسن حاكم من الحوافز الكبرى التي تجعلنا نتسابق في العطلات للاستمتاع بصحبته في الكويت أو في القاهرة. وكان الرجل مدرسة مشحونة بالقيم الجميلة التي يسعد بها الناس من حوله... ولن أنسى يوماً في منتصف الأعوام التسعينيات عندما ذهبنا معه إلى نادي الصحافيين على شاطئ النيل في القاهرة، بعد الوعكة التي ألمت به، وقللت من قدرته على الحركة... حيث رأينا عدداً من أهل الفن والصحافة يتسابقون لتحيته والتعبير عن أمنياتهم له بالشفاء... وأذكر أن صديقنا الصحافي والكاتب الراحل يوسف الشريف، كان من أسعد المحتفين برؤية حسن حاكم في تلك الأمسية. 
قبل أن أختم مقالي عن حسن حاكم الإنسان، فلا بد لي أن أذكر بأنه كان قوي الإرادة، ولم يكن يترك لطوارئ الأحوال الوقوف بينه وبين ممارسة فنه الذي عشقه وكرس حياته من أجله. فعندما داهمه المرض وعطل يده اليمنى - التي كان يرسم بها - عن الحركة، جلس أياما طويلة وهو يتعلم الرسم بيده اليسرى... وقد نجح في ذلك، ومن اللوحات التي رسمها بيده اليسرى إحداها التي يستوحي المرء منها أنه كان يودعنا...!!! 
تلك خواطر وددت أن أشارك القراء بها عن حسن حاكم الإنسان... ذلك الفنان المبدع الذي جعل حياته فنا وجعل فنه حياة. وبالقطع فقد كان حسن حاكم تجسيدا رائعا للتمازج الحضاري والثقافي بين السودان ومصر... وكم كنت أطمح في أن يساعدنا الفنانون التشكيليون وفنانو الكاريكاتير في بلادنا ليقيموا معرضا يضم بعض أعماله العظيمة، للاحتفاء بذكرى وتراث هذا الفنان السوداني الشامخ الفريد... فقد كان الرجل بدرا منيرا وعندما فقدناه تأكد لنا أنه حقا، في الليلة الظلماء يفتقد البدر!
  




 حسن حاكم .. 
سيرة ذاتية .. سيرة حب وعطاء 

الفنان حسن حاكم .. إسم خالد في دنيا الكاريكاتير وعالم الفن. هو وبحق الأب الروحي لكثير من فناني الكاريكاتير بالصحافة المصرية. هو من إكتشف العديد منهم. وبالبحث في ملفات وأوارق الفنان حسن حاكم، نجد أنه ولد في قرية إنشاص بمصر عام 1929، ودرس بكلية الفنون الجميلة التي تخرج منها عام 1958، كما نجد أيضاً أن بدايته لفنَّ الكاريكاتير كانت مبكرة. حيث عمل بالصحافة المصرية أثناء فترة الدراسة وأصبحت خطوطه معروفة لكل القراء والمتابعين عبر صفحات جريدة «المساء» ومجلة «المصور».

عن بداياته الفنية يقول حاكم: «بدأت النشر في مجلة كان يصدرها أحد الوفديين اسمها «النداء»، لكن صاحب المجلة لم تعجبه رسومي فتركتها، ويوماً كنت أمر من أمام مؤسسة دار الهلال، وكان معي أخي الأكبر عباس، توقفنا وأخذت أتأمل البناية ثم قلت لأخي يومها: سأدخل هذا المبنى وسأعمل فيه، كانت مجرد أحلام يقظة لقروي يقف على الرصيف في مدينة كبيرة لا يعرف فيها أي إنسان، وفي اليوم التالي ذهبت إلى المؤسسة ومعي بعض الرسوم ورابطت عند مبنى المؤسسة وبالتحديد عند البوابة، كان بداخلي أمل أن يمر علي شخص ما أُطلعه على رسومي علّه يعجب بها ويساعدني، وبالفعل حدث ذلك وأخذني أحدهم إلى صاحب الدار المرحوم إميل زيدان الذي أعطاني الفرصة لأرسم في مجلات الدار «الاثنين» و«الدنيا» و«حواء» و«الكواكب» و«ميكي» و«سمير»، وقد ساندني كثيرا الفنانان الكبيران حسن فؤاد وجمال كامل في تلك المرحلة.

كما قال: إذا كان الرجل يمشي على الأرض فذلك ليس هو الكاريكاتير. يبدأ الكاريكاتير عندما يمشي على الحائط، ورسام الكاريكاتير الجيد هو القادر على رسم أي شيء في الدنيا، لأن مخزونه الذهني والبصري يستوعب آلاف المرئيات وجوه وونباتات وحيوانات وبيوت.. ألخ ..».
كان حاكم أحد الرسامين المؤسسين لمجلة الأطفال «كروان» التي كانت عربية الطابع والشخصية، لم تستمر المجلة طويلاً. لكن حاكم خرج علينا بتجربة فنية أخرى. حيث شارك الفنانان عبدالحليم البرجيني ومصطفى حسين في إنتاج فيلم مصري للرسوم المتحركة تحت إسم «تيتي ورشوان». عام 1964 سافر إلى دولة الكويت بعرض من زميله الراحل حسني زكي أحد مؤسسي مجلة «حواء» والذي تركها هو الأخر ليعملا سوياً في في مجلة «العربي»، كان حاكم وزكي قد تزاملا من قبل في دار الهلال.

أقام حاكم هناك مدة 28 سنة وكانت فترة إقامته هناك هي ثورة من النشاط المتدفق. فشارك في العديد من المعارض الدولية وفاز في معرض «صوفيا برس» ببلغاريا واعتبروه واحداً من أفضل ثلاثة رسامين في العالم. كما قام حاكم برسم العديد من كتب الأطفال وشارك في الموسوعة العلمية التي تشرف عليها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي. وإستمرت مسيرته في النجاح والتألق وشارك في تأسيس مجلة الأطفال «العربي الصغير».

لكن تتغير الأحوال وتتبدل بعد كل هذه السنوات الطويله. فإبان الغزو العراقي للكويت عاد حاكم إلى مصر بعد أن إكتشف أن القوات العراقية كانت تبحث عنه لأنهم بصدد إصدار صحيفة من الكويت ومن مطابعها التي إستولوا عليها. وكانوا يريدونه أن يشترك معهم في هذا العمل. فاتخذ قرار الرحيل قبل أن يصلوا إليه. وسرعان ما عاود نشاطه مره أخرى بنفس الحماس والنشاط والزخم في الإنتاج. فبعد أن استقر في القاهرة بعام واحد ساعد في إصدار مجلة «كاريكاتير» المصرية. عمل فيها كرسام وعين مستشاراً فنياً لها. ونذكر أنه قدم الفنان الراحل سامي بديوي والفنان سمير عبد الغني وغيرهم لأول مره عبر صفحات هذه المجلة في إصدارها الأول.

ثم يأتي التقدير والإعتراف بدوره وفنه. فيحصل حاكم على جائزة مصطفى أمين لأحسن رسام كاريكاتير عام 1992. وأثناء المعرض الدولي الذي نظمه إتحاد منظمات الكاريكاتير (فيكو) بمصر عام 1996. حضر رئيس الاتحاد العالمي ونائبه وأمين الصندوق ونحو 15 رساماً كاريكاتورياً من دول أوروبية مختلفة. ونظم الفنان محمد عفت أمسية دعى فيها كل هؤلاء الضيوف إلى منزل حاكم. وكانت هذه الزيارة بالنسبة لهم كزيارة أحد معالم مصر. فوصفه رئيس الاتحاد بأنه يوازي أهرامات مصر وأنه واحد من أحسن رسامي العالم، وطلب منه أن يقبل عضوية الاتحاد الشرفية وقد كان.

ومرة أخرى ينسق الفنان محمد عفت لقاء هام بين الفنان حسن حاكم والفنان جيري روبينسون صاحب أكبر وأهم دار تسويق للكاريكاتير على مستوى العالم ومقره
ا نيو يورك بأمريكا. وأمام موهبة حاكم لم يجد روبنسون سوى التقدم بطلب رسمي للتعاون معه وتسويق أعماله في أكثر من ألف إصدار في أمريكا والعالم.

ثم عاد حاكم ليشارك (فيكو) - مصر معرض «مصر الفرعونية» عام 1997 بقاعة الهناجر الفنية بدار الأوبرا. وظل حاكم داعماً للـ (فيكو) وفنانيه وكل فناني مصر حتى أخر يوم في عمره. حيث كان بيته هو ملجأ لكل الرسامين ومأوي لهم وكان أشبه بورشة عمل ومرسم أكثر منه منزل. كان بحق صاحب خفة ظل ورسومه تعبر عن واقع ووجدان مصر، حسن حاكم كان متزوجاً من الأديبة السودانية الراحلة زينب الكردي وله ثلاثة بنات هن الفنانة التشكيلية الراحلة منى حاكم والفنانة ياسمين حاكم والفنانة رباب حاكم. وهو الأخ الأكبر للفنان محمد حاكم الذي لا يقل عنه موهبة وفن.

توفيَّ حسن حاكم عام 1998 وأفتقدناه جميعاً ألماً وحزناً. وكان أخر ما وقعت عليه عينه وهو في طريقه منقولاً إلى المستشفى هي «الساعة»! .. وذلك برواية زوجته الراحلة السيدة زينب الكردي. أخذت أفكر لبعض الوقت فيما الحكمة من النظر إلى الساعة؟ .. ووجدت الإجابة بعد شئ من التركيز بأنه لا عجب في أن يأتي هذا الفعل من رجل يقدر قيمة الوقت والعمل، رجل كان دائماً محلقاً في الفضاء .. رجل قد حانت ساعته!




تامر يوسف

• عضو مجلس إدارة شبكة الدفاع
عن حقوق رسامي الكاريكاتير الدولية
• نائب رئيس إتحاد منظمات الكاريكاتير (فيكو) – مصر







حســن حـاكـم.. الكتـابــة بالكاريكـاتيــر

رجــب ســعد السـيد

أسرتني رسومات " حسـن حاكم " الكاريكاتورية، ودفعتني دفعاً إلي متابعته زمناً، في بعض الدوريات التي كان - رحمه الله - ينشر بها إنتاجه الفني. ووجدت في معظــــم تلك الرسومات، أنها لا تكتفي بمصافحة العين، أو رســـــــــــم ابتسامة هادئة، فقط، بل إنها تدعوك لأن تتوقف، متأمـلاً ومحاوراً؛ فهي تحمل (فكراً)، علي العكس من إنتاج رسامين مناظرين ومعاصرين لحسن حاكم، يتوقفون عند اللحظة العابرة، التي قد تولد قهقهة، وينتهي أثرها بمجرد اختفــــاء صوت تلك القهقهة !. الأكثر من ذلك، أن رسومات حسن حاكم المتميزة تكاد تقفز من إطار الخطوط البسيطة والألــوان القليلة، وتحاول أن تتلبَّــس ثوبـاً مغــايـــراً، فتحكــي قصـــة. من هنا، جاء زعمي بأن حسن حاكم كان كاتب قصة قصيرة، ضـلَّ طريقه إلي الكاريكاتير؛ أو لعلَّه لجــأ إلي لغـة بديلـة لكتابة قصصــه !
لقد قضي حسن حاكم سنوات طويلة مرتبطاً بمجلة (العربي)، يرسم هوامش معظم المقالات الافتتاحية لرئيس التحرير (في عهد الدكتور محمد الرميحي)، بالإضافة إلي رسومات ذات طابع خاص، مصاحبة لبعض الموضوعات الثقافية المتنوعة. ويجب أن أعترف بأن اكتشافي لكاتب القصة حسن حاكم جاء من تجربة مشتركة، فقد رسم - رحمه الله - صوراً لموضوعات نُشـــرت لي بالمجلة، منهـا موضوع في باب (كتاب الشهر) - بالعدد الصادر في أكتوبر 1993 من العربي - وكان عرضاً لكتاب ألفته وزيرة البيئة في (حكومة الظل) البريطانية، حول الرؤية السياسية لحزب العمال تجاه بعض المشاكل البيئية وحلولها. وجاء في عرضي للكتاب، علي لسان المؤلفة : " ... إن أطفالنا يجب أن يكونوا الدافع الرئيسي لنا في معالجتنا لقضايا البيئة؛ فالرضيع الراقد في مركبة تدفعها أمه أمامها في الشارع، هو الأقرب منَّـــا جميعاً إلي مســـتوي مواسير العادم بالسيارات المارقة بجانبه .. إنه - هكذا - يكون أشد التصاقاً بمشكلة تلوث هواء المدن ...".

حاسة فنية
والتقطت حاسة حسن حاكم الفنية هذه اللفتة .. استلَّتهــا من الموضوع؛ فجاء الرسم لأب وأم يدفعان عربة وليدهما بالطريق، بينما غرق مستوي العربة في سحابة كثيفة من الغازات؛ فتجسدت المأساة في (قصة) هذه الأسرة : جاءها وليد (ربما حلمت به وانتظرته طويلاً) .. والوليد هو الأمل - الفرحة - المستقبل؛ وأعدت له الأسرة عربة جميلة، ليستمتع الأبوان بالتنزه وهو معهما، يفتح عينيه علي أضواء الدنيا، ويسمع أصوات الخارج، وهما لا يدريان أنهما يسلمانه - بأيديهما - إلي الخطر يتهدده، متمثَّــلاً في أكاسيد الرصــاص والكربون، التي تملأ الهواء في أنفه ورئتيه، وتغتال اســـتواءه وصحته !. ولا أعتقد أن أي كاتب قصة - يري العالم جيداً - لا يطمع في اصطيــاد مثل هذا الحدث البسيط، ليعالجه، ويجعلنــا نلتفت إلي ما وراءه من حقيقة مــرَّة.
ثم إنني أحببت أن أراجع مدى صحة اكتشافي، فلجــأت إلي مصــدر رئيس لرسومات حسن حاكم، هو مجلة (كاريكاتير)، واخترت منها ما أحاول أن أثبت به أنني لم أكن متجاوزاً حين رأيت في رسومات حاكم قصصاً قصيرة جيدة الصنع؛ بل إنني - ككاتب قصة - وجدت أنه يشاركني بعض الرؤي القصصية التي كتبتها فعلاً، أو أتمني أن أكتبها. ولو كنَّــا في مجال الدراسة المقارنة، لأحلنــا بعض ملامح تجربة حسن حاكم إلي العالم القصصي لدي بعض الكتَّــاب العالميين، مثل فرانز كافكـــا، ودينـــو بوتـــزاتـــي.
ولنبدأ برســـــــــم لرجل تحت مصباح مقطوع السلك. موقف عبثي تام .. فهذا رجل يحمل كتاباً مفتوحاً، ويجلس تحت مصباح يغرق المكان في ضوئه. ينظر الرجل، وتنظر معه، لتري سلك المصباح مقطوعاً، وقد تم ربط طرفي القطع كما لو كنت تربط حبلاً .. أي أن وسيلة توصيل الكهرباء (النــور) منعدمة. فهل ما نراه ضــوء حقيقي ؟؛ أم أننا جميعاً لا نري، وإنما يراد لنــا أن نصــدق بأن الكهرباء تســري وتتحول إلي ضــوء باهــر ؟؛ ومن الذي قطـع الســلك ؟؛ ومن قام بالتزوير، وجاء بالرجـل، وأحاطه بكل هذا الوهم ودعاه ليقرأ ؟؛ وهل ثمة شـك في أن يكون الرجل ذاته ضالعاً في الخداع - خداعنا ؟ .. وهل ثمة صــلة بيـن محتــوي الكتـــاب، وهذه الخدعة القائمة ؟ ... أسئلة لا تنتهي، ولكنها تضفر موقفاً قصصياً رائعاً .
وفي رسم آخر، يقدم لنا حاكم موقفاً غارقاً في العبثية؛ فثمة صيـــاد يتبـادل مكانه مع طائر، فيترك مجاله الطبيعي، وهو سطح الأرض، ويعتلي الشجرة، مصوِّباً سلاحه إلي الهدف موضع فعل (الصيد)، بينما أخذ الهــدف (طــائـــر صغير)، موقـع الصياد، سائراً علي الأرض. وهي لقطة نادرة، علي مستوي التعامل الفني، بالإضافة إلي قدرتها علي تفجير العديد من التساؤلات وإثارة الأفكار .. فالشجرة ملساء، لا سبيل إلي ارتقائها اختياراً؛ والطائر ثابت في مشيته علي الأرض، وكأنه ضمن الأمان .. فمن الصائد ومن الصيــد ؟ . وأين أحكام قانون الجاذبيـة ؟. إن الجاذبية موجودة، والأوزان مستقرة؛ ولكن .. من الذي (سيسقط)، حالاً ؟! . ثم، ألا يمكن أن يتسلل إلي قلوبنا شك بأن ثمة تواطــؤاً بين الطائر وصياده ؟! .

الصفحة الكاملة
ومن نماذج رســومات الصفحة الكاملة، كاريكاتير يحكي قصة عروس حديثة، تزور بيت أمها لأول مرة بعد الزواج؛ وهذا لقــاء تقليــــدي بين (البنـت) وأمهــا، ويكـــون - في العادة - محمـــلاً بالأســـرار النســـائية الصغيــرة - وربما الكبيرة ! - التي تتبادلها (المرأة المبتدئة) مع (المرأة الخبيــرة). غير أن حسن حاكم يخرج بنـا من الحيز الاعتيادي الخـاص، والمحدود، لمثل هذا اللقاء الحميم، إلي قضية عامة، يفجِّـرها في رسمه المركَّــز، محكم البنيــان. ويتخلَّـــي حســـن حاكـم، في هذه اللوحة، عن بســـاطة خطوطـه، ليمـلأ الصــورة بالخطوط والتفاصيل، مهتماً بتضاريس الأجسام، وساكباً الألوان في كل مكان، إضــــفاءً لروح الفـرح والمـرح علي الموقف. إن كاتب القصة يفعل الشيء ذاته، عند معالجة نفس الموقف. كما أننا مقبلون علي موضوع فيه قدر من (التوابل)، فلا ينســي الفنان المتمكن ذلك، فيعد له العدة، ويصور جسم كل من العروس وأمها بخطوط تبرز المفاتن الأنثوية. وترتمي البنت في حضـن أمهـا، حال دخولهـا من الباب؛ بينما زوج الابنة لا يكاد يبرح العتبة، وقد ترك الباب مفتوحاً خلفه، كأنما يتيح لنفسه منفذاً للفرار، إذا اقتضــت الأمــور !. إن عواطــف الابنة تجيش في حضن أمها، ذات الخبرة، التي تسألها عن (الأحوال). إننا لا نســـمع هذا السؤال، ولكننا نقرأ إجابة العروس عليه، في خليط من الخجل والاحتجــاج، وقد حجبــت عنَّـــا مـلامــح وجههــا في صــدر أمهــا، تقول : " عشــــــوائي يا مـامــا .... " !. وتســـتوعب الأم ما ترمي إليه ابنتهـا، وكذلك نفعل نحن. وبرغم ذلك، فإن الأم - التي لا يبدر عنها أي مظهـر للاحتــجاج، بل تتســع ابتســـامتها - تعود لتسأل، كأنما لإشــباع رغبة لديها في أن تتأكد، تســــأل : " فـي كــل حاجـــة ؟!".
ومن غير حاجة إلي ابتســامة الأم الموجزة، يصــل إلينــا معني العشـــوائية؛ ثم لا نلبث أن نخـرج من البــاب الضيق للمعني، والمحصور في السلوكيات الفراشية، التي وشت بها العروس لأمها - ولنا - لنكتشــف أن العشــوائية ليست - فقط - أن جانباً من البشر، مضغوطين تحت وطأة حاجتهم الشديدة إلي المأوي - أقاموا أكواخهم الفقيرة دون التزام بقانون أو نظــام؛ فهذه ليست إلا صــورة في الطرف النهائي للعشوائية، أو هي نتيجة متأخِّـــرة لهــا؛ وأن الوجود الحقيقي للعشوائية يكمن في كهــوف مظلمة بالأدمغة؛ فذلك (العريس) مارس العشوائية في بعض خصوصياته، والزوجة الصغيرة، والأم، تبدوان راضيتين - ضمناً - فهمــا عشـــوائيتـان أيضــاً؛ ثم نخرج إلي الطريق، والمواصلات، والدواوين، وإلي مراكز اتخاذ القرارات، لنري أن العشوائية ســــلوك ســــائد .. إنها عشــــوائية " في كل حاجة "، كما ألمحــت أم العروس !.
ونشر حسن حاكم في مجلة كاريكاتير (رواية) مســلســـلة، بعنوان " نفيسة ومرســـي"؛ والاســـمان للبطلين الرئيسين، وربما الوحيدين، في الرواية. إنهما زوجان في نهاية خريف العمر، وإن كانت نفيسة تأبي الاعتراف بالزمن، وتعيش وهمـاً دائماً بأنهـا لا تـزال تحتفظ بأشـــياء مما يبحث عنه الذكر في الأنثـي؛ لذلك، نراها في مطـاردة مســتمرة لمرســي، لأن إثبـات وهمهــا لن يتحقق - في تصورها - إلا بـه ومعـه. هي رواية مطاردة، بين صياد يحمل بندقية خالية من الطلقات، وفريسة لا أمل فيها ولا رجــاء؛ فالرجل منهك، يتفنن في إيجاد وسائل الهرب، ويكتفي بالكلمات القليلة، ينهر بها شريكة العمر الذي طال : " عيـــب يـا نفيســـة !"؛ وهو - أحياناً، ومثل معظـم الرجـال - يغلــب علي أمـره، ويظـهر بعض ردود الفعل الإيجابية، فيما يشبه الاستســلام لنفيســة، وإن كان - لا بـــد - يدرك أن الطبيعـة، في النهاية، هي الفيصــل، ولا أقســـي من حكم الطبيعة !.

أزواج قدماء
ويعتمد حسن حاكم، في روايته هذه، علي طبيعة العلاقة بين العجوزين. والمعروف، أن الأزواج القدماء يصبح الارتباط بينهما شديداً، ولا يطيق الواحد منهما فراق الآخـر طـويلاً. وتقل الكلمات في الحوار بينهما، فالخبرة الطويلة ببعضهما لا تجعلهمـا بحـاجة إلي حوار. ومن جهة أخري، فإن طول العشــرة يترك آثـاره من الملل، وربما من النفـور، ويظهـر ذلك بين وقت وآخـر. كما أن عالم كبار الســن يصبح محدوداً، لا أقصــد الحيـز المكاني - فقط - بل يمتد الأمر إلي التطلعات والاهتمامات، وتضيــق شــرايين المخ، وتتصلب؛ ويضيق الأفق - غالباً - ويضيق (الآخــرون) بكثير من تصرفات هؤلاء الكبار؛ وتصبح الحيــاة جحيمـاً إذا كان العجوز وحيداً، فقد - أو فقدت - الزوج. من هنــا، كانت الخصوصية الشديدة لعالم زوجين عجوزين، انتقاهمــا حسن حاكم ليعبر من خلالهمــا عن أحوال وملابســـات هذا العالم المحدود؛ فجعلهمــا يعيشان في حجرة ضيقة، لا يكادان يبرحانهـا؛ فهي عالمهمــا الخارجــي، الموازي لعالمهمــا الداخلـــي.
والحــس الغالب في هذه الرواية المسلسلة، هو السخرية من تصرفات نفيسة ومرسي؛ ولكننــا نري أنهـا ســـخرية لا تهـدف إلــي النيــل من كرامـة كبـــار الســن، بقدر ما تحاول أن تجتذبك لتتعاطف مع (النموذج)، من خــلال ابتســامة تطول أو تقصــر؛ ونجدنا - مع متابعتنــا للمسلسل الروائي - لا نهــزأ من نفيسة ومرسي، ولكن نبتسم في إشــفاق وحــب، بل ونتمنــي أن تنتهي شيخوختنا كشيخوختهمـــا، مليئة بالشد والإرخاء، لا تخلو من تراحم وتعاطف، وأيضاً، من حب لا يعتـرف بانطفـــاء الجــــــذوة !.
ولا نعتقد أن قضية كبار السن كانت غائبة عن وعي حسن حاكم وهو يخطط لمسلسله الروائي عن نفيسة ومرسي؛ فثمة دلائل تشير إلي أن قيم الأسرة العربية، المرتبطة بكبار السن، بدأت في التبدل، وأن المتأخرين في العمر بدأوا يفقدون مكانتهم، بعد انفصــال الأبنــاء وابتعــاد الحفــدة، وأن الوحدة باتت المصير الذي ينتظـر الأب العجوز، أو الأم العجوز، ســواء أكان مقيماً في بيت خلا من الأبناء والأحفــاد، أو (ضيفـــاً)، بدار للمســـنين. وعلي أي حال، فـما زالـت أحوال المسنين عندنا أفضــل من أحوال عجائز أوربا وأمريكا، الذين يمثلون نسبة كبيرة من ظاهــرة (التشـــرد) في تلك المجتمعات (المتقدمة)؛ فلعــل حســن حاكم كان يحاول أن يلفــت أنظــارنا إلي ضرورة مراجعة أحوال المسنين في بلادنـا؛ وجعل ذلك يتم من خلال عرضــه لصفحــات من دفتر أحوال الحيـــاة اليوميـــة لنفيســة ومرســـي .

المصدر: جريدة القاهرة - مصر،4 أيار (5) 2010
http://www.daralhayat.com/portalarticlendah/123234