لن أتحدث كثيرا سيدى المواطن.. لك أن تقرأ الوثيقة، وتتخيل السيد عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية على سن ورمح، وهو يقف أمام رئيسه الأمريكى، ويعطيه تقريرا وافيا عما أنجزه فى الفترة الماضية.. طب حضرتك بتشتغل عند الأمريكان ولّا عند مصر؟ ولّا سحبت مصر من ودانها أنت ورئيسك وشغّلتها عند الأمريكان؟
اسمع.. علك تستفيد.
الملخص:
أخبر اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية، كلا من السفيرة ووفد الكونجرس برئاسة جورج فيونفيتش فى 31 ديسمبر أنه متفائل بالمحادثات الفلسطينية – الإسرائيلية، إلا أنه عبّر عن قلقه من انتقادات إسرائيل لجهود مصر فى التصدى للتهريب عبر الأنفاق على الحدود مع غزة. كما أعرب عن توجسه من عدم إمكانية عمل مصر مع إسرائيل فى الترتيبات الخاصة بعودة الحجاج لغزة.
فى الشأن الإيرانى، قال سليمان إن تصريحات الحكومة الأمريكية بشأن تقييمات الاستخبارات الوطنية قد غيّرت الحسابات التى كانت تتعامل الدول العربية بموجبها مع إيران. وفى الشأن العراقى قال إن على الحكومة العراقية تعديل دستورها، وإن على رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى، أن لا يتعامل مع العراقيين بطريقة طائفية.
انتهى الموجز.
التفاصيل:
استهل اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية، ليلة رأس السنة بمقابلة وفد من أعضاء الكونجرس، حيث صرح لهم بأن المنطقة تمر بمرحلة حرجة، وأن مصر شريك للولايات المتحدة، أحيانا نختلف، لكن مصر ستستمر بإمداد الحكومة الأمريكية بالمعلومات والخبرات الخاصة بالمناطق الحرجة، مثل لبنان والعراق. يظل الصراع الإسرائيلى – الفلسطينى هو القضية الجوهرية، وادّعى عمر سليمان أن الحل السلمى سيكون «ضربة كبرى» للمنظمات الإرهابية، التى تتخذ من الصراع ذريعة. الأمر الذى يجعل الرئيس مبارك ملتزما بحل المشكلة الإسرائيلية – العربية.
وقد حيا عمر سليمان مجهودات الإدارة الأمريكية، معلقا على أن مؤتمر «أنابوليس» أعطى الأمل وبدأ نهجا. التوقيت مناسب لتقدم مؤسس على أربعة عوامل، أولا: القيادة فى السلطة الفلسطينية معتدلة وعلى استعداد للتفاوض. ثانيا: حماس معزولة ومقطوعة سياسيا فى غزة. ثالثا: الإسرائيليون مستعدون للسلام. وقد قال سليمان إن ائتلاف الحكومة الإسرائيلية قوى وعريض، وربما أكبر من ائتلاف رابين فى منتصف التسعينيات. رابعا: الدول العربية مستعدة لترى نهاية لهذا الصراع.
أكد سليمان أن مصر تقف مستعدة لتقديم المساعدة للولايات المتحدة فى جهودها. فالحكومة المصرية تعرف الفلسطينيين والإسرائيليين، وتعرف العقبات التى تقف فى طريق السلام. وقد اقترح سليمان اتخاذ خطوتين: الأولى، يجب الضغط على الجانبين لتوقع معاهدة، وهو ما يمكن للولايات المتحدة والمجتمع الدولى المصادقة عليه، ويتم تطبيقه فى الوقت الملائم. الثانية، يجب أن تصر الولايات المتحدة على إكمال المرحلة الأولى من خارطة الطريق قبل انتهاء عام 2008.
الصراع الإسرائيلى – الفلسطينى:
قال عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية إن السلطة الفلسطينية على استعداد لتوقيع اتفاقية، لكن يجب أن يتم تأسيس الدولة الفلسطينية فى خلال من عام إلى ثلاثة أعوام فى الفترة التى يتم فيها عزل حماس سياسيا، مما يجعلها غير قادرة على الوقوف فى سبيل توقيع المعاهدة بين إسرائيل ومنظمة التحرير، وتظل متحصنة، لكن سليمان لا يعرف بالتحديد إلى متى سيستمر عزل حماس. فى أثناء النقاش، بدا أن سليمان يلمح إلى أن حماس ستظل تسيطر على غزة لمدة تزيد على العام، وفى وقت لاحق من المناقشة، قال للسناتور فينوفيتش، إنه فى حال ما إذا استمرت المحادثات بسلاسة، فإن حماس سيتم إجبارها على التخلى عن السيطرة على قطاع غزة فى خلال ثلاثة أو أربعة أشهر. الخلاصة فى ما يخص حماس، كما يقول رئيس المخابرات المصرية، أن على حماس الاختيار ما بين كونها حركة مقاومة، أو انخراطها فى العملية السياسية، لا يمكنها أن تجمع بين الاثنين.
تدريب الفلسطينيين:
أكد سليمان عدة مرات أن الحكومة المصرية مستعدة لتدريب ودعم قوات الأمن الفلسطينى. وادّعى أن الحكومة المصرية لديها المرافق اللازمة للتدريب، لكنه ينتظر ردا من منسق الأمن الأمريكى الجنرال كيث دايتون. (ملحوظة: لقد قمنا بإبلاغ سليمان أن التدريب الأولى لقوات الأمن الفلسطينية سيتم فى الأردن، مما سيجعلنا نعيد النظر فى مسألة بدء التدريب فى مصر الربيع القادم. نهاية الملحوظة). ثم أضاف قائلا، إن الحكومة المصرية ستستمر فى الضغط على حماس، لكنها ستحتفظ باتصالات منخفضة المستوى معها، ذلك لأن مصر تريد عزل حماس. يجب أن تتوقف صواريخ القسام، وحين تتوقف فقط، ستطلب مصر من إسرائيل أن تقابل الهدوء بالهدوء.
قضية الحدود:
سأل السناتور فينوفيتش عمر سليمان، لماذا تشكو إسرائيل دوما من مشكلات فى تعامل مصر مع التهريب عبر الأنفاق؟ فأجاب سليمان بأن الإسرائيليين لا يقدمون شكواهم له بشكل مباشر، وأن التعاون المصرى والإسرائيلى فى تبادل المعلومات بهذا الشأن مستمر. كان يبدو فى حيرة بسبب انتقاد إسرائيل الدائم لمصر. وقال إن مصر تود أن تتدخل الولايات المتحدة فى المناقشات بين مصر وإسرائيل، إلا أن الإسرائيليين يعترضون على هذا. «لا يريدون شهودا فى الغرفة»، إلا أن سليمان بدا وكأنه مستعد لطى الصفحة.
«نحن لدينا وقت قصير للوصول إلى حل سلمى. نحن نحتاجه. نحن نحتاجه»، ثم أكمل سليمان: «لنستيقظ ذات صباح فلا نسمع أخبارا عن الإرهاب، لا تفجيرات، لا مزيد من الأخبار عن قتلى. نريد أن يكون الكل سعداء، هذا هو الحلم المصرى».
سوريا:
سأل عضو الكونجرس ترنر إذا كان يمكن لإيران أو سوريا أن تلعبا دورا إفساديا. أجاب عمر سليمان بأن سوريا تريد بشدة أن تجمد الأمم المتحدة التحقيق الدولى فى مقتل سعد الحريرى، وفى نفس الوقت فالحكومة السورية على استعداد للتفاوض مع الإسرائيليين، ويمكن حث سوريا على أن تلعب دورا بنّاءً، إلا أنه أضاف أنه ليس لديه ضمانات بشأن أداء سوريا.
تقييم الاستخبارات القومية:
فى ما يخص تقييم الاستخبارات القومية الأمريكية للبرنامج النووى الإيرانى، أبدى عمر سليمان قلقه، لأن الكثير من الدول العربية بدأت تعيد حساباتها فى موقفها من إيران، استنادا إلى افتراض بأن تقييم الاستخبارات القومية يمثل تغيّرا فى السياسة الأمريكية. وقال رئيس المخابرات المصرية إن مصر تعمل على تصحيح الفهم الخاطئ لدى الدول العربية، وقال: «نقول للدول العربية، لا تسعدوا بتقييم الاستخبارات القومية الأمريكية، ولا تسرعوا نحو إيران، نحن نعلم تماما أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووى».
إيران:
يقول عمر سليمان إن إيران تشكل تهديدا كبيرا لمصر. فهى تؤثر على الشيعة فى إيران ومنطقة الخليج، إيران تدعم الجهاد وتفسد السلام، وقد قامت بدعم المتطرفين فى مصر فى السابق. وإذا كانوا سيدعمون الإخوان المسلمين فإن ذلك يجعل منهم «أعداءنا». تواصل الحكومة المصرية ممارسة الضغط على النظام الإيرانى لتسليم المتطرفين الذين تعطيهم لجوءًا آمنا على أراضيها.
ثم أضاف أن هذه القضية ستظل عائقا فى سبيل تحسين العلاقات المصرية – الإيرانية. (تقابل سليمان مع المتفاوض النووى السابق على لاريجانى فى بداية هذا الأسبوع. وكان لاريجانى فى زيارة خاصة لمصر لمدة أسبوع).
العراق:
عبّر عمر سليمان عن قلقه لأن حكومة المالكى لا تمثل كل العراقيين (يقصد السنة). وقال إن الحكومة المصرية حثت المالكى أن لا يتعامل مع العراقيين بطريقة طائفية، وأن يعدل الدستور للسماح لمزيد من التمثيل السنى، إضافة إلى ذلك، فإن الحكومة العراقية يجب أن تقضى على الميليشيات المتغلغلة فى الجيش والشرطة.
على المدى البعيد، لا يظن سليمان أن انخفاض مستوى العنف سيتم تحقيقه دون اتخاذ الإجراءات المنصوح بها آنفا. كما أن النفوذ الإيرانى مشكلة كبرى، يقول سليمان إن الحكومة المصرية عملت على مصالحة 21 فصيلا وقبيلة فى العراق، وقد تمخض ذلك عن نتائج مرضية، وأن هذا النوع من المجهودات يجب أن يستمر. كما أكد أن كلا من السيستانى والصدر يتسمان بالعملية، ويمكن التعامل معهما.
No comments:
Post a Comment